هذه ليس من القصص الخياليه ولا من الكتب الغربيه قصة انسان كان كان مثل اعلى في كل شي
من الاداب والاخلاق والسلوك الحسن والتدين والالتزام بالمواعيد وغيرها من شؤون الحياه واصبح
غير ذلك اترككم مع اخينا هذا وليحدثكم بنفسه عن نفسه كيف كان وكيف اصبح
نشاءت في اسره محافضه متدينه يسودها الحب والاحترام المتبادل
ترعرت في كنف تلك الاسره كانت طفولتي لايشوبها شائب
الاهل جميعاً يمنحوني كل الحب والعطف منذ نعومه
اضافري كانت الحاله الماديه ميسوره
والحمد لله لاينقصنا شي
كنت متميز في
دراستي
مجتهد
ذكي
عندماء بلغت الخامسه عشر كان الناس يضربون بي المثل في الادب والاخلاق والتعامل الحسن
كنت مواضباً على دراستي ومواعيدي في كل شؤون حياتي ولا تشبها شائبه
كنت احترم كل من حولي صغير كبير والدي والدتي الجيران وجميع من
حولي كنت مواضباً على صلاتي وواجباتي لديني ودنياي
لم اتهاون فيها على الاطلاق ولم اكن اعرف التاجيل
او التسويف او الاهمال في كل مناحي حياتي
بل كنت اشحذ همم من حولي لكي
يرتقوا الى مستواي في المحافظه
والتنضيم والدقه
والمثاليه
هكذاء
كنت
وسبحان الذي يغير ولايتغير سبحان الكامل ذو الكمال لم يكن لي صبر على نوائب الدهر
فان رحلت السنين قد غيرت ملامح ذلك الرجل وعرته واخرجته من تلك الحياه
الطيبه الامنه المطمئنه الى حياه يشوبها العصيان والبعد والتضجر
الى حياه فيها قد تجرعت مرارات القهر والذل والمهانه
وفقدت فيها توازني وفقدت كل ما كنت املك
من تلك الصفات القديمه الجميله
لم يتبقى لي غير اسمي
بين فلان الطيب
وفلان الخبيث
تغير
تغير
تغير
كل شي تغيرت كل مناحي حياتي اعيش المعيشه الظنكى وامشي مشية الاذلا الغاشئه
ابصارهم كان الناس يصفوني بالذهب او اغلى من الذهب واليوم ما انا الا كا
مخلفات البهائم الملقاه على قارعة الطريق لا لشي الا لاني
قد تجردت عن المبادي الساميه مبادي العرف والدين
مبادي قل من يتمسك بها حتى يصل الى
الامان الى المواطن الامنه
تهاونت في مواعيدي
وفي صلاتي
وكل شي
تهاونت
اهملت
تخليت
عن الشخصيه القديمه الساميه ذات الهامه العاليه ذات الافاق الواسعه ذات الطوحات الفائقه
تخلي الى الشخصيه الضعيفه المتقوقعه على نفسها وفي محيطها بل لم تتجاوز
محيطها بل انحسرت في السذاجه ومحقرات الامور والتشكي من
نوائب الدهر وضلت حبيسة نفسها لنفسها في عداد
المفرطين في كل شي في عداد الضائعين
والتائهين والمحرومون الذي حرموا
حتى الاحترام او الشفقه
كنت قمه من القمم
واصبحت اتذكر
كيف كنت
وكيف
انا
الان
اخواني تلك الشخصيه ليس شخصيه مجهوله
ولكنها موجوده بين جنبينا تعيش معنا نراها
بيننا ولانحرك ساكن في نصحها او رفع معنوياتها
حتى فقدت الامل وقد يكون مصيرها الى عالم
الادمان او المخدرات او الخمور او اي عالم
من عوالم الرذيله ان تماسك المجتمع لايكون
الا بالتناصح واعادت المخالف الى الحق
نسال الله صلاحا عاجلا *** إنما الغافل في البلوى هلك